عُشاقُ يناير
بقلم: لينا المانع
مدونة: http://leena20.wordpress.com/about/
* * *
ولدتُ في بدايات يناير
لأكون بداية حكاية كنت فيها بطلة
ولدتني أمي في أجواء بارده
في ليلةُ جمعة
ليلةٌ هادئه وممتلئة بالسكون
ولدت الرابعة من بين إخوتي
ولدت لأكونَ عاشقةً لفصل الشتاء
لتلك القفازات المُحكاةِ بصوفٍ أحمر
وللمطر الذي يتساقط على جسدي
عاشقةٌ لقهوةٍ مسكوبةٍ على شراشف بيضاء
ولرائحةٍ رطبةٍ منبعثه من غسيل جارتنا
ورائحة التربة عقب بكاء السحاب
ولدت لأكونَ كما أريد أن أكون
وبيدي أن أكون كما أريد
ولدت لأكون في مدينه يكسوها هدوء القُرى
وسكينةُ السماء
أؤمنُ كثيراً بأن السلام مفتاح الجنة
وباب السماء مفتوحٌ دائماً للتوبه عقب أخطائنا
* * *
في أعياد ميلادي العشرون
كنت دائماً أتخيل أني أميره الثلج
رغم أنه يذوب بعد بضعة أسابيع
ولكن في كل مره أبقى بقاموسي أميره لايوجد غيرها
وفي كل مرة لا يتساقط فيها ثلج الشتاء
تنار لي أنوار عيد الميلاد فاظلُ أميرةً كما أنا
تلك الأساطير التي أتخيل أني بطلتها
رغم أنها في نهاية المطاف تكون مجرد أسطورةٍ لا وجود لها..!
ولا وجود لبطولتي سوى في حياتي الخاصة
إلا أنها كانت الحياه بنسبه لي
وأكسجيناً أتنفسه قبل أن انام
أأحكي لكم عن عشاق يناير؟
يموتون ألف مره لكي يحيى حبهم للأبد
إني أعني تماما أن يموت عشاق شهر يناير في الحب
بنسبه لهم الحب كما الولادة العسرة
يتحملون الكثير ولا يأبى بهم أحد
بل يطلب منهم المزيد والمزيد من التضحية
أتعلمون عن شعور أم تعسرت ولادتها فجاؤوها بجنين فاقد للحياة
هكذا نحن نتلوى ألماً أجل أشخاص ميتةٌ هي قلوبهم
أتعلمون عن عشاق شهر يناير الكثير؟
اذا احبو فيحبون الحياه
ويموتون بسبب الفراق
تضيع سنواتهم لأجل محاولة النسيان
ولا ينسون ذكرى مرت بهم ولو كانت عابرة
لا ينسونَ أماكن اللقاء..
وأغاني الحب في الشتاء
* * *
تنادي عاشقات يناير جميع الرجال بإسم الحبيب
لكن دائماً مايحظون بقدر كبير من كذبات الرجال
رغم أننا نعرف تماماً عن هذه الكذبات لكنها قد تكون لذيذة..
كجرعات مهدئة فور زوالها نعود لها..!
رغم أننا نرضى بقليل من الحب ولكن لا نسمح بأقل القليل من الخيانات
هل علينا أن نتحمل الأذى ممن نحب في كل علاقة؟
أم علينا الرحيل قبل بدايةِ العلاقه؟
عرفت دائماً أنني لست محظوظه بحب رجل
مهما قالو لي سيحظى بك من يستحقك يوماً ما
ولكني لا أؤمنُ بذلك أبداً!
لن أضع آمالي مرة أخرى على أشخاص أصفهم دائماً بالأموات
ولن أتوقع تضحيات من أشخاص يطالبون يومياً بتضحياتي
يرهقني الحب دائماً
ويأخذ مني أيامي وشبابي وأنا واقفةٌ على زوايا شوارع الحب
حين نُجرَح ممن نحب نرى الوجوه كالضباب بسبب دموعنا
وتصبحُ الأصواتُ همهمات.. !
هكذا أحِب..
وأتمنى من الله لو ينتزع العاطفة الزائدةَ من قلوبنا
وصور الماضي من مخيلاتنا
* * *
“الإبداع يولد من رحم المعاناة”
هكذا قالت لي صديقتي مرة..
وكانت على صواب..
تألمتُ ولكني تعلمتُ
أن أكون أقوى وأنضج مما سبق!
* * *
تحية طيبة لك ِأخت لينا ..حقيقة مانثرته هنا أجد فيه سلاسة في التعبير وانسيابية وشفافية تعبر فعلاً عن عشاق يناير مهما اختلفت شخصياتهم وذلك تبعاً للنمط البيئي المعاش لكل منهم ومن وجهة نظري لأني من مولودي يناير أرى بأن الإنسان يجب ألا يتحمل عبئاً فوق طاقة في أي علاقة أو تعامل قد يمر به مع أشخاص آخرين لان تلك النفس لها الحق بان تهنأ براحة وسلام لابضغط وتضحيات مستمرة لا مقابل لها .فالحياة يجب أن يكون بها توازن في كل شيء لينتج توافقاً وتصالحاً ً بين الاشخاص وذواتهم وبذلك يزول ويندثر أي خلل قد يتسرب ويخلق اختلالاً في العلاقات الإنسانية وبالتالي ينشأ عن ذلك طرف أقوى موجه وآخر يتصف بالضعف يتحمل كل العبء ويغرق بالتضحيات !!!لذا اتفق معك ِ بتلك الخلاصة على المرء أن يكون أقوى وأكثر نضجاً مما كان عليه سابقاً ليكون أكثر قوة وقدرة في التعامل مع المواقف المختلفة والتي قد يمر بها في حياته وقد صادف مثيلاً لها سابقاً !!……”لآلئ قطرية “..}~