مقاومة حبسة الكاتب
الكاتب: أليكس كويك
مقال مترجم من كتاب:
102 ways to write a novel
قد يحدث أنك لا تجد متسعًا من الوقت أو المكان أو لا تجد دعمًا من وجود مجموعة الكتاب المحيطة بك، شخص لمعاونتك، ولا أي قدر من المعرفة وإلالمام بموضوع أو حبكة رواية أو قصة واحدة، ولا حتى أية مساعدة من أي أستاذ أو مرشد خصوصي، كما أن حتى قراءة أية روايات أخرى قد لا تُضيف لك شيئًا، وببساطة: أنت لا تستطيع الكتابة!
إن كل ذلك بحد ذاته هو حبسة قد يواجهها الكاتب أثناء محاولته الكتابة. وقد يكون لذلك عدة أسباب، لعل أكثرها شيوعًا هو الحالة النفسية للكاتب، والتي غالبًا ما تُصيب الكُتّاب المبتدئين. حيث غالبًا ما ينتابهم شعور بأن كل ما يكتبونه ليس جيدًا بما فيه الكفاية، أو أنه غير ملائم.
وعلى أية حال فهناك سر يجب أن تعرفه وهو أن كل الكُتّاب تقريبًا يشعرون بأن ما يكتبونه “غير ملائم”. يقول همنجواي: “إن المسودة الأولى لأي شيء هي مجرد تفاهات”. ويقول فليب روث: “إن ما تقوم بتطويره حقاً هو الصبر على حماقتك”. وحتى الكُتّاب الذين قاموا بكتابة العديد من الروايات، غالباً ما ساورهم الشك حول إمكانية تأليف رواية أخرى، لدرجة أنهم قد يتسائلون بينهم وبين أنفسهم: كيف أنهم قد قاموا من قبل بتأليف رواياتهم الأخرى؟ و قد تشتعل بداخلهم نيران الغيرة تجاه كُتّابٍ آخرين يبدو لهم أنهم قد أطاحوا بهم وبغيرهم وكتبوا ما هو أفضل.
ولكن الحيلة تكمن، كما أشار لها كلاً من همنجواي وروث، في أن تقوم بالكتابة فحسب. أن تكتب أي شيء قد يجول في خاطرك مهما كان. و بعد فترة من الزمن، ستدرك أن ما قُمت بكتابته سيكون شيئًا من الممكن البناء عليه لاحقًا. و في نهاية المطاف سيكون هناك شيئاً ما يقودك إلى إتجاه مذهل. الكتابة أشبه بتمرين لعضلة كلما قمت باستخدامها أكثر كلما أصبحت أكثر مرونة. تذّكر ذلك وممارسته حتى يصبح عادة سيمكنك من الكتابة، فالكتابة تقود لكتابة أخرى وهكذا.
وهناك طريقة أخرى للتغلب على حبسة الكاتب، وهي أن تكتبت شيئاً جديداً مختلفًا عن ما تكتب –روايتك مثلاً-. فعلى سبيل المثال، حاول أن تُنوّع كتاباتك بين ما هو أدبي وما هو غير أدبي أو حاول كتابة مذكراتك اليومية أو مدونة أو حتى رسالة لصديق إن لم يكن لديك أية مؤلفات أدبية من قبل. فتلك الأمور قد تكون بمثابة المفتاح الذي يرجعك لكتابة نصك الذي تركته أو تقودك إلى نص جديد.
وهناك وسيلة أخرى، كأن تفعل شيئًا ليس له أية علاقة بالكتابة، كممارسة الرياضة أو القيام ببعض أعمال البستنة أو القيام بأي تمارين بدنية. فكل ذاك يسمح للعقل الباطني بأخذ قسطًا من الراحة بينما يقوم العقل اليقظ بتولي المسؤولية. وعندما تعود إلى طاولتك قد تبدو لك تلك المشاكل التي واجهتها عندما أردت الكتابة من قبل أقل تأثيرًا.
إذا كنت تكتب رواية..وشعرت فجأةً أثناء الكتابة بالرغبة في التوقف، فحاول حينها أن تُغيّر بعض الجوانب الأساسية فيها. قم مثلاً بتغيير اسم من أسماء الشخصيات الرئيسية أو جنسهم أو أماكنهم أو حتى حاول كتابة روايتك تلك بدون تحديد زمن أحداثها. وفي حال واجهتك أية صعوبة أثناء كتابة جزء معين من الرواية، واصل الكتابة إلى الجزء الذي يليه والذي قد تعتبره أكثر أهمية. وفي الواقع لا يوجد أي داعٍ لكتابة تلك الأجزاء الغير هامة في الرواية، اتركها وتابع الكتابة. فكما قال إلمور ليونارد: “دع عنك الأجزاء التي يرغب القُرّاء في تخطيها”.
مقال رائع جدًا ومميّز يا شيماء، كما أنه جاء بوقته 🙂
ممتنة لك.