شرفةُ وداع (3)

(1)

اتخذتُ قاعدةً في حياتي، أن لا أقترب من أحد أكثر من  اللازم. مسافاتُ الأمان بيننا وبين الآخرين تجنبنا الصدمات.  ولكن لا محالة؛ من الناس من يحاول الانتقاص منك، لمجرد أنك مختلف أو أنك لا تسير على ذات الخطى، متجاهلين مفهاهيم حرية التفكير وحرية الرأي التي يتشدقون بها!

ولكنّي أعلمُ أن نقاء الأنقياء يبينُ ولو بعد حين. كلنا تتملكنا سوءاتُ آدم، وذنوبُ حواءٍ الأولى وجاهلية الأوليّن. وشخصياً يكفي أني أعلمُ في قرارةِ نفسي أن جزئي النورانّي أعلى وأطهر، وأن ما تمردَ بيّ من مسِ الطينِ ليسَ إلا اعتياداتٍ خلقية تقلُ أو تتساوى ولا تزيدُ قطعاً عن الآخرينْ..!

يكفي أنْ يعلمَ الله أني أحبهُ .. وأنه القريب القريبُ الذي لا يفارقُ الفؤادَ و الجسدْ، وأني أقتسمُ بشكري له كل ما أملك مع من يحتاجني ولو كان رغيف يومي ومائي. ذلك الماء المخلوق بلا لون وطعمٍ ورائحة يسيءُ البعض فهمه حينَ يعتقدون أنه بلا شخصية، غيرَ أن ميزتهُ في تفرده. الحياةُ ملّونة والله يريدها مُلونة حتى يتقبل الناس التّنوع بجميع أشكاله. لا توجدُ ألوانٌ شيطانيةٌ وأخرى نورانية توجدُ عقول تصنف وآخرون يتقبلون دون نقد حتى يصبح عُرفاً، وندرة أولئك الذين يفقهون أن ذلك ليس قرآناً منزلاً!

كم يوجد حولنا من عديمي النظر، وأنصاف المبصرين، وأشباه المبصرين، ومدعي التبصّر؟!

مؤمنةٌ أن ليسَ للناسِ مني إلا الظاهرُ من الأفعالِ التي تتلاقى فيها الابتساماتُ العذبة ورقة التعبيرِ عن المشاعرْ، والحديثِ المجرورِ من هنا وهناكَ. ليسَ لأحد الحق في تأويلِ ما أقول، أو التقوّل علي بما يشاء طالما لم يأخذ الحديث من فمي في سياقهِ الصحيح. وحدهُم البائسون هم الذي يخلقون من الحديثِ المقتضبِ والحديثِ الذي لم ينطق بهِ تلالاً من الترهاتٍ وركاماً من كلامٍ يفيض عن حاجةِ المستمع.

أما الأفعالُ التي تكونُ في مواجهةِ نفسي فقط فهي حياتي الخاصة وليس لأحد ان يكونَ مسؤولاً عنها سواي. وليسَ لأحد أن يحاسبني على ما لم أظهرهُ وما دسستُهُ بينَ أضلعي اللينة إلا من سواها.

أنا مدينةٌ للرب الذي أعطاني حرية التصرفْ. وأسخطُ على من ينصبّونَ أنفسهم قضاةً على أفعال الناس وأقوالهم.

* * *

(2)

حَبيبتي أكتوبَريةُ الهَوَى

الأميرة آمنة

هذه الطفلةُ تأسرني، لا أجد الكلمات المناسبة لوصفها سوى أنها (لذيذة) جداً جداً جداً. اليوم أصبح عمر صغيرتي (نون) أربع سنوات، وكل سنة تكبرُ فيها يزدادُ العالم جمالاً. وكلما نطقت هذه الصغيرةُ تزينُ اللغةُ وتغردُ السماواتُ السبعِ لنطقهَا. تعشقُ اللون الوردي و الـ sleeping beauty (أرورا)!

آخر لذيذ كلماتها “أمزح”، كنت وإياها في نتسوق بعد أن أصرت على أن تشتري ما تشاءُ قبلي! وقفتْ أمام المرآة في احدى المحلات وقالت لي وهي تنظرُ في المرآة بعمق إلى عينيها الواسعتين:

– عيوني لونها أخضر!

فقلت ضاحكةً: من وين بتجيك العيون الخضر يا نون؟

– أنا أمزح معاك!

ولما ضحكت من قولها ردت عليّ وقد قطبت حاجبيها الجميلين:

– لا تمزحين مني!! (لاتضحكين عليّ)

فما كان مني إلا أن كتمتُ ضحكتي واستمرت هي في الانطلاق أمامي!

كل عام وأنت في للقلبِ فتنةٌ يا صغيرتي 

* * *

(3)

 

ولد اليوم، 16 أكتوبر نوا ويبستر. بدأ حياته في التعليم حين تولت أمه هذه المهمة فاهتمت بتدريسه الإملاء والرياضيات والموسيقى. ولما انتظم في المدرسة ونظراً لرداءةِ التعليم المقدم في ذلك الوقت قرر أن يكرس حياته لتطوير المناهج وتحسين حياة انماط الدراسة للأجيال القادمة. ألف كتباً عديدة استخدمت كمناهج تعليمية كان أهمها (القاموس الأمريكي للغة الإنجليزية) والذي عكف على كتابته ما يقارب الـ27 سنة.

هناك من يقع في مشكلة ويتجاوزها غير مكترث بوقوع آخرين فيها، وهناك من يعمل بجدٍ ليخلص الآخرين من مخاطر الوقوع في نفس المشكلة. هناكَ من يجدُ حلولاً، وهناك من يكتفي بالتذمر.

* * *

(4)

* * *

كلُ أكتوبر وأنتم بخير

: )

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *