قلبي في زهرة
بالأمس: 28/5/2014 الساعة: 2:00 م
حبيبتي نوار..
كنتُ مشغولةً اليوم بتحضير المنزل لاستقبالك. اتصلتُ بأمكِ مرارًا لأسألها عن موعد الوصول. كنتُ أترقب أن يخفق قلبي مجددًا لرؤياك وكنت لم أركِ منذ البارحة. الأيام تتشابهُ يا صغيرتي إلا الأيام التي أراكِ فيها إنها حياةٌ كاملة. وصل أبواكِ، رأيت السيارة وأنا أكنسُ الجزء المقابل للباب، بدرجةٍ خالية من الشعور فتحتُ الباب لأتلقفكِ. أنتِ نبضةُ قلبي. تجعلين قلبي يطيرُ إلى السماء. السماء لا تنتهي عند السابعة. ستجربين عندما تكبرين فرحة استقبال أحدٍ تحبينه جدًا، إنه شعور لذيذ. معكِ يختلف، لأنني أشتاق لك بين طرفةِ العين وأختها وبين النفسِ وأخيه، إنني لأحسبكِ في قلبي منذ زمن بعيد بعيد. أطبعُ القبلَ على أطراف أناملك الناعمة. لا أشبعُ ولا تتعبُ شفتيّ. لا أجهدُ نفسي في محبتك، لأنها تأتِ بتدفق رقيق يدفعني للمزيد والمزيد. معكِ كأن قلبي في زهرة.
أسمعُ صوتك الذي يخرجُ من حنجرتك الصغيرة. أخالُ أن عصافير الكونِ لو سمعت صوتكِ الرقراق لتوقفت عن التغريد. الأصواتُ التي تخرج منك صغيرةٌ وحادةٌ متلألأة ولا تخلو من البحّة اللطيفة. تَمدين شفتيك بامتعاضٍ حينَ تفتقدينَ الطعام. أحسبُ أنك تتذكرين حينما كنتِ في بطنِ أمك أنك لم تكوني تطلبين شيئًا، يصلُ طعامكِ إليكِ دون جهد وتتلذذين فيه. لكن الحياةَ هنا تختلف، تحتاجين أن تبذلي جهدًا في الحياة لتنالي ما تريدين. تتعلمين الآن درسكِ الأول: الحياةُ تعطيك بقدر ما تمدين يديكِ لها. في الحياةِ لا تأتيك الأشياء إلا التي سعيتِ لأجلها بعقلكِ وقلبك. الأشياءُ التي آمنتِ أنك تستحقينها. تلك وحدها التي تبقى لأنك ستحافظين عليها بكل قوتك. درسكِ الثاني: قوتك ليست في صوتك فقط. أنتِ في الحياةِ (فعل) في كثير من المرات لن تحتاجي لصوتك لتقولي للآخرين أنكِ هنا وتفكرين. سيكون الأمر أنكِ ستفعلين وسيكون لكلِ فعلٍ صوتٌ يجذبُ الآخرين إليك. أنا أكيدةٌ أن كل صوتٍ سيصدرُ عنكِ مدعاةُ فخر.
أعودُ لحبك وأبتدأُ به. أنتِ أمنيتي. أحببتكِ على مهلٍ في شهوركِ الأولى. أحببتك وكنتُ أدري أني سأتوغلُ في هذا الحبّ حتى تكونين ويكون منّي. حبكِ يأتي على شكل خشوع. صلاة ناسك يؤوب. حبكِ يَروي ويُروى. زُلالاً لا يخالطهُ إلا الطيبُ الذي أنت منه أو هو منكِ. صغيرتي؛ لو تعلمين، أنني كنتُ أعيش ولما جئتِ أنتِ صرتُ أحيّا.
أحبكِ