صديقتي شوشو..!
أستخدم برنامج (UberSocial) لتويتر على (جوالي) أجدهُ برنامجاً مريحاً وقريباً إلى قلبي لأن فيه خصائص كثيرة لا أستخدمها كلها بطبيعة الحال إلا أنها موجودةٌ لوقت الحاجة. من أهم هذه الخصائص هي خاصية تسمى (My Inner Circle)، ومعها تستطيع إضافة أشخاص تهمك متابعتهم تغريداتهم دون الإطلاع على الـ(TimeLine) كاملاً.
فائدةُ هذه الخاصية أنك تستطيع تطبيقها على الحياة في سلسلة علاقاتك مع من حولك. فتضعُ كل شخص في مكانهِ الصحيح دون أن يتجاوز حدود الدائرة وبالبعدِ الذي تختاره. هناك أشخاصٌ نحتاجُ قربهم دائماً، هؤلاء علينا أن نحاول بشتى الطرق أن لا نخسرهم فهم بركاتٌ منزلةٌ من السماء. فهم من يعطون الحياةَ معنىً آخر وبدونهم تفقدُ الحياةُ شيئاً من رونقها.
وهناك أشخاص عليكَ تحرصَ على تواجدهم بالقرب منك ليضيئوا حياتك ويقيلوا عثراتك من حيث لا يعلمون. فصمتهم رسائلٌ روحية، وأفعالهم نسائمٌ تهبُ علينا فتحيينا. هؤلاءِ نتعلمُ منهم كيفَ نمضي في حياتنا قُدماً مع كل ما يطرأُ عليها وكيف نستمتعُ بمعاني الفرحِ التي تعبرنا ونحن نتخيلُ ابتساماتهم الندية.
بعضُ الأشخاص يظهرون في حياتنا فجأة، لنعبر من خلالهم إلى مُدن السلام. يخرجون من حيث لا نتوقع ويكونون بلسماً لكل الجراحِ التي لم تطب، وكل الآهات التي لم يربت أحدٌ على كتفها ولو لمرةٍ واحدة. إنهم أقربُ إلى مصحٍ جميلٍ وشافٍ –بإذن الله-. معهم يكونُ كلُ شيءٍ طيباً ولا يأتي إلا بطيب ولو اختفوا بعد حين إلا أن تربيتَهم على كتفك كفيلٌ بأن يبقيكَ نضراً ما حييت.
الحياةُ مدرسٌ خصوصي، إما أن يعطيكَ درساً مجانياً، وإما يعطيك درساً تدفعُ معه الكثير. ولكن يبقى المدرسُ مَدرسةً وعليكَ دوماً أن تتذكر ما قالهُ شوقي: “كادَ المعلمُ أن يكونَ رسولا”. علينا أخذُ الحياة بخفةِ الطائر الذي يبحثُ عن رزقهِ بكل إصرار، ويتلمسُ موضعَ قدميهِ حتى لا يقع. الحياةُ دروسٌ يتعظُ منها ذوي الألباب. ومن لا تعلمهُ الحياة درساً كأنهُ لم يعش أبدا.
قرأتُ مرةً مقولة أعجبتني حينها: ” أنا لا أتحاملُ على أحدْ فأنا أكرهُ الجميعَ بالتساوي”، وما زلت تعجبني إلا أن نفسي بعد التروّي قننتها على الشكل التالي: أن أدع بيني وبين الناس مسافة أمان، لا أحسنُ الظن فيها ولا أسيئه. ويساعدني في ذلك احساسي بمن يمرُ في حياتي “احساسُ العقرب”!. مسافةُ الأمان بيننا وبين الآخرين هي مسافةٌ نفسيةٌ تقينا من الصدمات التي يحدثها الآخرون في حياتنا وتربكنا وتسبب لنا ضغوطاً قد لا نكون مستعدين لها. لسنا مجبورين على ادخال الكلِ في حياتنا (القريبة) حتى لا تضيعَ لذتها مع أقرب الناس. ولسنا مجبرين على المجاملة دامَت تتركُ بصمةَ استياء في قلوبنا. صفاءُ القلوبِ أسلمُ من تحميلها ما لا تطيق في علاقاتٍ لا تؤتي خيراً.
ثُم، مبتدأ وخبرُ كل الجملِ الأصيلة (القلوب العاشقة)، تلك القلوب التي تحبكم والتي تبعثُ الدفء في أوصالكم وترفقُ بكم فتزيدكم ألقاً، وتحبكم فتزيدكم ولهاً. هذهِ عليكم الحرصُ عليها ومُداراتها حتى تكونَ لكم سنداً وعضداً. هذه القلوبُ تمنحنا ما نشاءُ دون سؤال وتؤتينا من حُسنها ما يغنينا عن باقي الأنَام ولولاها لبقيت القلوبُ خاوية والأيامُ متشابهة.
وأخيراً، أدومُ العلاقات وأكثرها قرباً، هي علاقة الإنسان بنفسه وحبهِ لها، معرفة مواطن القوة والضعف فيها. فإن لم يكن الإنسان خبيراً بذاته صعبت عليه علاقاته مع الآخرين. إن أقصر طريق بين المرء وقلبه هو الله. فمن عرفَ الله، عرف ذاته، ومن عرف ذاته تمّكن من قدراته.
مع مطلعِ هذه السنة الجديد، أعيدوا تعريف علاقتكم وأعطوا كثيراً، فالعطاءُ وحدهُ هو الذي يؤتي أكُله ولو بعد حين. وأنا مع هذه السنة، وأمام الملأ هنا سأدعو لقلبي كثيراً وأسأل الله أن يحفظَ لي عائلتي الجميلة الصغيرة والكبيرة تاجُ الرأسِ أبي وأمي وخالتي مريم وفطومة، وأخواتي روحُ القلبِ (أمونة وعوشة وتماضر ومريومة) والشباب الجميلين فيها، وصديقاتي الجميلات كلهن، وعلى رأسهن صديقتي “عائشة” والملقبة بـ”شوشو”، والتي لا أحتاج معها إلى نصفِ الكلام.
(( الحياةُ مدرسٌ خصوصي، إما أن يعطيكَ درساً مجانياً، وإما يعطيك درساً تدفعُ معه الكثير )) ، كلام اقل مايقال عنه انه إبداع
بالتوفيق ،،
السلام عليكم
كلامك مثل البلسم على جراح قلوبنا، وهي واقع يجب أن نعيشه بكل تفاصيله خاصة مع المقربين من البشر مثل علاقتك بشوشو التي لا يحتاج فيها المرء إلى نصف الكلام … ! مقال جميل وممتع !!
رقيقة وتنبض بالصدق .. بارك الله في صداقاتك وحياتك ..شكرا
كلماتك راقية جدًا كرقي روحك …
ابداع في ابداع
في انتظار المقالة القادمة