الموت يمر من هُنا
أسألُ دومًا عن الروايات التي قرأتها وتأثرت بها أو أجمل الروايات التي قرأتها أو أن أرشح أفضل رواية قرأتها. وفي كل مرة ودون تردد تتصدرُ رواية عبده خال (الموت يمر من هنا) رأس القائمة ودون منازع.
قرأت الرواية منذ سنوات، وما زالت محفورة في الذاكرة بكل سردها الطويل وكل شخوصها وكل ألمها وكل أفراحها وإن قلّت. كتب عبده خال هذه الرواية في إحدى عشر سنة كما يقول. وأراها شخصيًا أجمل رواياته على الإطلاق. رغم حبي وادماني لأغلب رواياته. كتب عبده خال هذه الرواية بنفسٍ عالٍ جدًا ووجع فريد. يبدأُ الرواي الحكاية ثم ينتقل بين شخوصها ليترك لهم دفة الحديث عن حياتهم..عن أمورهم الصغيرة وأوجاعهم الكبيرة. كل شخصية في الرواية لها وهجها الخاص. “درويش” المفضل لديّ ظل هاجسي لفترات طويلة والعجوز نوار كذلك. الرواية مليئة بالحكم والتصورات عن الحياة. يستطيع القارئ أن يخرج منها بتصوره الخاص عن الحياة ودون سوداوية كما هو مشهور عن كتابات خال.
تأتي الرواية في 512 صفحة. بسرد مشّوق مليئ بالأحداث وممتع للحد الذي يجعلك لا تتمكن من ترك الرواية إلا عندما تنتهي منها. بالنسبة لي أعود لها بين حين وآخر. لأطمئن عليها أو ربما لأطبطب على شخوصها أو لأهون على نفسي الحياة.
تزامنت قراءتي للموت يمر من هُنا مع عودتي للكتابة بعد انقطاع وأجزم ان لها دورًا كبيرًا في تطور أسلوبي الكتابي وادماني للسرد. ما زلتُ أسأل نفسي: كيف كتب عبده خال هذه الرواية ومن أي جنون أتت؟
أنا هنا ومن جديد وكما في كل مرة أرشح هذه الرواية لمحبي الروايات ومحبي السرد ومحبي الروايات الحقيقة.
لدي نفس الأخاسيس نحو هذه الرواية
حتى أنتي أعتقد
إن الجن هم الذين قد كتبوها