رياحُ الصِّبا..♥
وفتحت شرفتي ولم أكتب فيها. كأن مدونتي باتت مهجورةً إلا قليلاً. مرَّ الشهر سريعاً دون أن أستطيع التقاط أنفاسي فيه البتة. كأن الوقتُ يهربُ وعلينا اللحاقُ به. منذُ فترة طويلة وأنا أعاني الشحَّ في الوقت. وكم أتمنى لو أستعيرُ وقتاً من أحدهم أو أستنخ مني نسخة تقوم بالأعمال بدلاً مني..!
ما الأخبار الجميلةُ التي أحملها اليوم..؟!
بالأمس كان يوم ميلادِ جميلتي آمنة (الأميرة نونا) هذه الفتاةُ الوردية التي تدخل على حياتي كمية من السعادة لا يمنحني إياها سواها. أحاديثها المغرية تشبهُ رومشها الطويلة. وأعشقها.
***
واليوم هو 17 من أكتوبر، حيث توفيت الأديبة “مي زيادة” تلك الراقية التي أذابت القلوب بعقلها ورجاحته ورقيها وجمال طباعها. لا تخفى حياةُ مي زيادة على الكثيرين فقد كانت فراشة تحطُ على الجميل فتجعله أجمل دون أن تكترث أن هذا الجمال الذي تهديه للعالم ينحسرُ في داخلها. فقد عانت في نهاية حياتها من الوحدة الشديدة التي أهلكتها.
ولعلّي هنا لا أريدُ الحديث عن مي وحدها، بل عن جميع النساء الأديبات الكاتبات. تقول صديقتي حصة: “كيف كان الكلُ يعشقُ مي ويصرّح بحبه والجميعُ يعرف أنها مغرمة بجبران وهما لم يتلقيان. ثم نشرت رسائل الحبُ التي استقبلتها مي والرسائل الجميلة التي كتبتها هي ولم تُثر حفيظة المجتمع المحيط بها؟!خصوصاً أننا في مجتمع شرقي.”
اليوم عندما تكتبُ فتاة في الحب، يفترض الأغلب أنها تعيش القصة بتفاصيلها. حين تكتبُ عن الحزن والفراق يفترض الأغلب أنها تعيشُ صدمة حب. ثم تفصلُ الأحاديث على كل حرفٍ وكل كلمة ما يشاءُ القارئ أن يفسر، وقد يخرج عن حدود الأدب.
هذه النظرةُ “الشرقية” التي تحددُ مساحة المرأة الكاتبة ثم تضيّق عليها الخناق شيئاً فشيئاً، هي مشروع قتلٍ كبير للكثير من الأحلام والطموح وكلها أمام جمهور ينتظر “الحلقة الأخيرة”..!!
***
نصك هنا مثير .. و كيف لا يبهجنا الصغار فهم البراءة و عناقيد اللؤلؤ التي تفيض رونقا و بهاء و جمال الروح هم ..
واصلي نثر البياض و دثرينها به ..
مودتي ..