توتُ وجودي
بقلم: أحمد جاسم
تويتر: @a7medjm
***
أهاجرُ إليكِ طلبًا للضوءِ فيورقُ الطّعمُ في توتِ وجودي
يداي تتخضّبان بحُمرته المسفوكةِ من عينيكِ إلى آخر الحقل
أهاجرُ إليكِ فتنسفك السماءُ على جانبيّ وتنضجُ الملائكةُ النّاعسةُ فوقَ أضلُعي
أرزُقيني البياضَ وسأنحني كي أقطفَ قلبَكِ بأطرافِ قلبي ،
إنّ ألذّ ما في الحبّ ذلّ الإنحناء
تجهشُ أصابعي بكِ، تركضينَ عليها،
يتشظّى خوخكِ فيهربُ سياجُ الوحدةِ للخلف
رغم كلّ البنفسجِ المزوّرِ ما زالت جوهرتك تلمع حولي
و مازلتِ تزرعينَ القمرَ في عيونِ مساءاتيَ الّتي قضمَتها الخفافيشُ العابرة
كنتُ سأُهديكِ نهرًا، لكنّي خشيتُ أن يشربَكِ الماءُ عندما تفضحينَ تجاعيدَهُ بالحياة
أنتِ لي، ولي فيكِ أغانٍ سأسيلُ فيها برفقةِ كلّ الألحانِ المُراقةِ في دمك
لي فيكِ زيتونٌ سأرحلُ معه إلى آخر العاداتِ في عينيكِ
لي فيكِ تاريخٌ صنَعتُهُ بكلّ الّذي ضجّ بي لحظةَ كُنتِ
ولي في القصيدةِ ما للقصيدةِ فيّ .. زمنٌ من الطّوفانِ، أنتِ، والثقُوب .
خُذيني أّيتها القصيدةُ علَّ جناحكِ إليها، حلّقي بي إلى جبهَتِها، حلّقي بالقدَرِ الّذي يتّسعُ لئلاّ أعود
خُذيني مجرّدًا منّي، كي أُخلِصَ تمامًا لوجهِ فمِها إذا غبتُ فيه
في فمِها تعلّمتُ أنّ رُمشًا واحدًا يكفي لصُنعِ عاصفة،
و في فمي نايٌ يُراقصُ مئذنة
و أنّ سربَ الضّوءِ الّذي يخلعُ اللّيلَ عن وجهي،
يأتي على صهوةِ جديلة
تعلّمتُ أنّ خصلتَها سماءٌ، أنّ عينيها احتمالا سجدَةٍ مُواربة،
و أنّ وجهَها صدىً ما لوطنٍ يفور .
أهاجرُ إليكِ، أشاهدُ البحرَ حينَ يستفزّهُ لوزكِ فيجيشُ على صدرك
تفهمُ اتّجاهاتي كم يلزَمُها من توتِ الوجودِ كي أوجدَ في حُنجرتك ،
كم عددُ الغُفرانِ الكافي لألعقَ الأغنيةِ
و أدلقَ زيتَ الآياتِ في فانوسي
تفهمُ تمامًا شكلَ العزفِ المُناسبِ لتولدَ فكرةُ الغيمة
وتفهمُ أنّ الخُطى الّتي لا تتّجهُ إليكِ .. خُطىً كاذبة.