مقاس حضرة المُفتي
(1) رِحَابْ
صديقتي الحبيبة (رحاب) مطوعة، ودائماً ما “نعلَق في بعض” في أي نقاش عن “سوالف المطاوعة” حيثُ تستميت هي في الدفاع عنهم وأستميتُ أنا في بيان وجهةِ نظري. وغالباً لا نصلُ إلى حلٍ وسط فينتهي نقاشنا بسؤالها المُعتاد: “أنتِ شمشكلتك مع المطاوعة؟!”
(2) جَوَابْ
حقيقة، ليست لديّ مشكلة مع “المطاوعة” ولكني لا أميلُ لتقديس الأشخاص مهما كانت “سلطتهم” ومهما تجاوزت “سيطرتهم” على عقول الكثيرين. لا أحبُّ أسلوب الوعظ المبنيَّ على كلامٍ منمقٍ مصفوفٍ ومحفوظ. لا يعجبني الأسلوب الثوري واستغفال العقول. وأكره أسلوب “اللي مش معاي..ضدّي” ونظام “إذا حبتّك عيني”..!
(3) تَسَاؤلْ
منذ زمن طويل امتنعتُ عن مشاهدة برامج الفتاوى، إلا أنها تظهرُ أحياناً في مواقف ويكون “ما باليد حيلة” فأضطر للإستماع. والحقيقة أني أستغربُ من كمية الأسئلة التي قد تبدو أحياناً “بديهية” وأحياناً أخرى “غبية” مع احترامي لجميع المُستَفتِين. يقلتني “رد” المُفتي حين “يقطعُ” السائل: “أحسنت، فهمت السؤال” ويشرع بالفتوى ولم ينهِ السائِلُ سؤاله، ماذا لو كانت هناكَ “بلوى سودا” مُترتبة على الفتوى أم “نص سؤال”؟!
(4) +18
بعض “المشايخ” –أنار الله بصيرته- يعاني من “قلةِ التركيز” وأنا أقول “قلة التركيز” من بابِ حسنُ الظن. فيروي قصة “أليمة” بتفاصيل “مقززة” للغاية ويدخلُ في تفاصيل تحسُ معها أنك تشاهدُ فلماً يُحذر في بدايته أنه “للكبار فقط”! انعكست هذه المسألة على المُتلقي الذي يريدُ الإستفتاء حيثُ أصبح هو الآخر يدخلُ في تفاصيل علاقتهِ الزوجية –مثلا- “بتفاصيلِ التفاصيل” ليحصل على فتوى تفصلُ هذه “التفاصيل”..!!
(5) الوالدة
أفهمُ أن يساور القلقُ بعض الأمهات على مستقبلِ بناتهن وخصوصاً فيما يتعلقُ بموضوعِ الزواج، ولكني لا أفهمُ كيفَ يفسرُ “الشيخ” مفسر الأحلام أغلب أحلامِ البنات بأنها “بُشرى زواج” أو قربُ “خطبة” أو “تعسرُ زواج” أو “مشكلة زوجية”. هذه الفتاة “تدرس/تعمل/تتنفس/تأكل/تشرب” وأشياء أخرى كثيرة غير مرتبطة البتة “بعريس الغفلة”. المرأة كيانٌ مستقل ليس بحاجةٍ أن يكونَ تابعاً حتى يُعطي ويثري الحياة أو حتى أن يحلم..!
(6) خط الدفاع
هناك “مُدافعين” سخرهم الله لدفع كل ما “يمس” أي “شيخ” ولو بكلمة “حق” فيدافع عنه دفاعاً مستميتاً كما لو كانَ نبياً معصوماً من الخطأ. قد لا تكمنُ المشكلةُ في هؤلاء المُدافعين فحسب، إنما في “الشيخ” الذي لا يلتفتُ لعقول “أتباعه” ويستمرُ في فرضِ “سُلطته” عليهم وهو في “غفلة” وهم لا يريدون إلا “السَلامة”.
(7) المَرمَى
هناكَ مشايخ حقيقيون، يضيعون كل كلمةٍ في نصابها. ويفتحون أبواب العقلِ غير آبهين بالأيديولوجيات التي تحكمُ الساحة الإسلامية. مشايخ يقولون لك “ناقش” إن لم تفهم نحنُ سَنضعك على أولِ الطريق ثم سنتركُ لكَ المجال لتفهم وتستوعب. الحياةُ تجارب يقيسها العقل وتختبرها النفوس. هؤلاء المشايخ هم “المَرمى” الذي لا يدركهُ إلا من كان “ذو عقل وحظٍ عظيم”.
(8) الزِبْدَة
قضيتي الأولى دائماً وأبداً “التوزان بين العقل والقلب”، ثنائيةُ الحياةِ الطيبة الثرية. ولا يَهمني أن أدخل في مهاترات حول “الشيخ الفلاني أو الشيخ العلاني”، لأن الأمر يكمنُ في مدى ملائمة “مقاس حضرة المفتي”. إذا كانَ مقاس حضرة المفتي واسعاً جداً لن يناسبني، وإذا كان ضيقاً لستُ مضطرة للدخولِ فيه عنوة.
(9) تَصْريحْ
أني أحبُ “المطاوعة” المُعتدلين الذين يحرصون على “العقل” ويطبطبون على “القلب” برفق فيصلُ الإنسانُ معهم إلى خيرِ الدُنيا وصلاحها وخيرِ الآخرة ونعيمِ جنتها. حديثي أعلاهُ عن البعض الذي يُغالي باسم الدين ويصادر ما أمر الله باستعماله وهو (العقل).
(10) آميْن
اللهم غيّر على مشايخ هذه الأمةِ إلى حالٍ ترضاه، وبارك في عُلمائِها الذين يخشونك ويعرفونك حق المعرفة وهبّ لعقولنا رشداً.
الدفاع المستميت عن الشيوخ زاد عن حده وكأنهم معصومين عن أي خطأ.
وما زلت أتساءل الى الآن على أي أساس يكتسب أولئك لقب شيخ..هل كل من تحدث بالدين لقب بذلك.
وأعتقد أن التفاتنا واهتمامنا لمصدر علم الشيخ (س) قبل سؤاله عن اي فتوى سيغربل أغلب شيوخ الساحة الإعلامية.
يعطيك العافية 🙂
رقم 6: مسؤولية الشيخ عن تعزيز احترام الناس لعقولهم و إداركهم لبشرية الشيخ هذه فكرة مهمة وأخلاقية جدا إن صح التعبير . كانت أستاذتنا في الفقه د. شادية كعكي في محاضرات الفقه تقول لنا : إذا قلت لكم قال الحنفية أو غيرهم لا بد لكم ان تراجعوا وتتأكدوا من كلامي .. ليه ما تفترضوا اني ممكن اكون ” كذبت ” عليكن ( وحاشاها) .. كانت تقول لنا : لازم يكون في أدمغتكم فلتر ما تمر اي معلومة دون ان تختبروها .. ومثلها قليل 🙂 شكرا للمقالة الجميلة
اعجبني القول نميل لعدم تقديس الاشخاص ولكن لنضع الشخص في قالبه المناسب ولنعلم يقينا انه احيانا نلزم الصمت لانه افضل من الكلام هل تعلمون لماذا لان وضع الامه فيه من الصعوبه ما يكفي
“التوزان بين العقل والقلب”..
قصة الحياة كلها تكمن في التوازن.. بين أناس تعودوا أن يقفوا عند أحد الطرفين..!