حَنَانُ يَدَيه..

 

أقفُ بجوارِ هذا الرصيفِ وكل أضلعي تنطقُ: ويلاهُ إنهُ قدَري. مرتبكةً أطالعُ في كلِ شيءٍ حولي علَّ الطائرةَ اهتدت إلى نبضاتِ قلبي المُترقبةِ وهبطت قبل ميعادهَا. أتيتُ مبكرةً تحسباً لزلةِ الطيّار. إنتظرتُ وكانَ الرأسُ يشتعلُ شيباً لهولِ انتظارهِ. وما صبرتُ ولكنَ سكينةَ أيوبَ حلّت عليّ حينَ رمقتُ عينيهِ من بعيد، مُترقباً تلكَ التي رآها بقلبهِ فأحبها ولما ناظرتهَا عيناهُ أولِ مرةٍ قال: وربُّ الكونِ آمنتُ بالحور العين.

أمسكتُ يساري لأنظرَ في ساعتي خفتُ أني أتوّهمُ حضوره لارتباكي أو لعدم احتمال مُخيلتي الصغيرةِ وهجَ حضورهِ وخفقات قلبي سوياً. لا يُهم هذا الآن..المهمُ أن أترشفَ من عينيهِ نوراً، وأطير بهِ حوراً، ويكونَ لي كل ما ليّ وكلّي. خذلتني ساعتي لأنها توقفت في رسالةٍ تقول فيها: إنهُ أوانُ الحبِ، دقاتُ القلبِ العاشقةِ وحدهَا الزمن.

أواهُ حينَ رآني فخلجتُ وأطرقتُ رأسي، وازدادَ قُرباً فاتسعت ابتسامتي وغارتْ عيني. احتضنَ بيدهِ التي أعشقُ أناملهَا وجهي فانكسبت حمرةُ خدي في يديهِ وقالَ: مَلاكٌ أجملُ من ملاك، وابتسامةٌ أبهى من قمر!

ثم..ثم..لا أدري ما حدث.. غبتُ أو غابت الدنيا..رُبمَا! جفلتُ للحظةٍ أو لحظات..لا أدري..! ولكني حييتُ لأراهُ ممسكاً بيدي، طابعاً قُبلةَ افتتانٍ وأمانٍ على ظهرها، وقلَبهَا ليحتضى بدفئِهَا من الداخلِ وما دَرَى أني أنا المهووسةُ بيدهِ مُستعدةٌ لأن أتخلى عن أطرافي لأجلهِ علّهَا تسعده.

ولأن الأيادي كانت مِحورَ حديثِ الفؤادِ، أخذتُ يدهُ وكتبتُ عليهَا..

“يا حبيباً..

حنانُ يديهِ يشعرني..

أنَ كلتَا راحتيهِ قلب..”

ثم اقتربتُ منهُ وهمستُ:

هَبني قِبلتك..!

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *