شرفة وداع (4)
(1)
يحيط بي الكثيرون من المتميزين، وأحب وجودهم حولي لأني أعرف كيف أقتبس من نورهم نوراً. لكل منا في الحياةِ أملٌ يقتفيه، ويرى شيئاً منه في عيون الآخرين. إن حاجتنا للآخرين فطرية ولأن الكون يعتمدُ على الكل في عملية الدفع.
قصص الآخرين عبرٌ لنا، وأنا أحب الإستماع إلى الحكايا. لا أدري لماذا أريدُ أن أكتب عن “إيان”، إيان سيدةٌ سُودَانية لطيفةٌ للغاية حين سألتها عن معنى اسمها الذي أعجبني كثيراً: أن معنى اسمها، (المحظوظة)، ويبدو أنها نسيت ان تحدد لي نوعيّة الحظ الذي تتكلمُ عنه! وفي عرض الحديث الشيّق مع مسؤول الشؤون الاجتماعية في احدى الجمعيات الخيرية، طرحت “ايان” سؤالاً عرضياً بلهجتها السودانية البديعة: صَارْ لِيّْ مْقَدِّمَّهْ عِنْدَكُمْ مِنْ سَنَةْ حَقْ المُسَاعَدَة الاجْتِمَاعِيَةْ وَمَاجَانِّيّْ خَبَرْ مِنَكُمْ !!
فأجابها أنها ربما تأخذ مساعدات من جمعية خيرية أخرى، فردت عليه آسفة : آآي ..!!
مسكينةٌ يا “إيان” هل حمّلها أهلهُا وزرَ اسمها فما استطاعت أن تكونَ ذاتِ حظٍ سُكَريٍّ ؟
أشعرُ بأن كل من يمرُ في حياتي يتركُ أثراً وأحب أني أستطيع التحكمَ بنسبةِ هذا الأثر. هناكَ من يترك للآخرين حريةَ أخذ زمام حياتهِ وتوجيهها لأي إتجاه، وقليلون يستطيعون السيطرة على أثر العابرين في حياتهم. الآخرون المتميزون نعمةٌ في حياتنا واجبٌ علينا شكرها كل يوم.
* * *
(2)
في مثل هذا اليوم 17 أكتوبر من سنة 1979 حصلت أغنيس، المعروفة بإسم “الأم تريزا” على جائزة نوبل للسلام وذلك عن مكافحتها للفقر والعوز. نذرت الأم تريزا نفسها في سن الثامنة عشر لخدمة المجتمعات الفقيرة ومساعدتها لعيش حياة أفضل. كلنا يعرف تلك التي أفنت عمرها في مساعدة الفقراء والمحتاجين خصوصاً في الهند. وهنا أريد أن أعرض لبعض أقوالها:
– حين سألت ما الذي يمكن عمله لنشر السلام في العالم. أجابت: “اذهب لبيت وأغدق الحب على عائلتك”
– انعدام السلام في عالمنا، يعني أننا نسينا أننا ننتمي لبعضنا.
– الحب لا يقاس، بل يوهب.
* * *
(3)
* * *
كُلُّ أكتُوبَرْ وأنتُمْ بِخَير.
: )