العبيد الجدد
يأخذنا ياسر في رحلة في الصراعات والأروقة الحاكمة. يحاول أن يضع صورة متكاملة لما يأتي مع المال والشهرة وما بينهما من دموع وآلام من لقاء وفراق. هناك الرواي الذي يقف في الخلف ويسرد. هناك أصوات القصف والرعب والكلمات التي تجف في الحلق قبل الموت. وهناك اللحظات المفرطة في الرقة التي تتمنى أن تكون هناك في قلب الحدث وتشاهده عن قرب. قوة التصوير في الرواية تجعلك تريد أن أن تكون في المشهد. كأنك تتابع فلمًا ما. في الرواية الكثير من الأشياء التي يمكن الحديث عنها والكثير من الاقتباسات التي تجيء بالأسلوب الجميل الذي اعتدناه من الكاتب. وهناك أيضًا رسائل الخميس التي يرسلها البطل لحبيبته في في مقال أسبوعي..بلغتها الرهيفة التي تجعلك تتوقف لتقول: كيف كتب هذه الجملة أو تخيل هذا المقطع؟ وفي المقابل رسائلها التي أتت عفوية وتكرس الكتابة كفعل حياة.
الرواية في مجملها جميلة وتجعلك تريد الانتهاء منها في أقرب وقت. هناك أحداث متعاقبة وهناك شخصيات متنوعة ولكل منهم قصة. والجميل أن خلفياتهم الثقافية مختلفة.
الرواية تناسب المرهفين الذي يبحثون على الكلمات التي تذوبهم..وتناسب محبي الدراما الذين يبحثون عن الحدث المشوّق.
لي مآخذ على الرواية منها طول رسائل الخميس التي لا تناسب “الصراعات” المتفرضة في النص. والمشكلة الأخرى أنني شعرت بفراغات في الرواية أظن أنه كان يمكن سدها بما يسمى “المونولوج” الداخلي لشخوص الرواية والذي كان سيعكس الصراعات الداخليه التي يعيشها الأفراد في الرواية تحت سطوة المال والسلطة والتدافع من أجلها.
هناك اقتباسات كثيرة وكثيرة..في الحياة والكفاح والنضال والحب والجمال. هناك مواضع في الرواية تلامس قاع قلبك. شخصيًا قمت بثني الكثير من الصفحات 🙂
ختامًا اقرؤا معي هذا المقطع العذب:
“لا شيء أجمل من البكاء معك إلا البكاء بك..سأبكيك، لا لأننّي أحب البكاء، ولكن لأني أحبك.
انظري إليّ حتّى أراني في عينيك.
سأبكي معك لتتوضّئي بدمعي، ولتصلي في محراب قلبي، حتّى أطمئن بصوت دعائك، فدعاؤك وحده من يستطيع أن يرفع بلاء فراقك”