رسائل غسان..
لون أخضر..مزاجي الرائق الدائم..
حرضني سؤال أحدهم على الآسك عن رأيي في نشر غادة لرسائل غسان لها. ولأنني لم أكن قد قرأت الرسائل قررت أن أقرأها في وقت لاحق. وأتى هذا الوقت الاحق وغرقت في رسائل غسان حُبًا.
أعجبتني الحروف في الرسائل..أقرأها كلما احتجتُ إلى مدد. غسان يمثلني في حزنه في شفافيته في كل ما لا يخاف أن يقوله في التعبير عن مرضه المزمن وعن قوة ضعفه وضعف قوته. إنه لا يخاف أن يقول: أنه أحبّ امرأة طليقة وأن الناس يتحدثون عن حبه وهو المحبوب والذي قد تكتب له كل نساء الأرض.
بعد ان قرأت الرسائل تكوّنت لديّ فكرة عن اجابة لاحقة للسؤال الذي لم أجبه..أعتقد أن نشر غادة لرسائل غسان عملٌ مخلص للكتابة..للبوح ولاكتمال الجمال..رغم أني كنت أتمنى لو قرأت رسائل غادة لغسان..لو قللت شقاءهُ وأشبعت فضولنا. إننا شعوب تؤمن بالحب..تؤمن به في أعماقها وتبحث عنه كفعل إنساني طبيعي إلا إننا حين نلقاه نخافه..ونحاول دسه كسكين جريمة وجدها أحدهم صدفة وتقاطرت دماؤها من جيبه. ليس مجرمًا ولكنه مشتبهٌ به.
أسفي على الحب المُدان..الحب الذي لا تنبتُ أجنحتهُ كملاكٍ عظيم.
هذه المقتطفات..وفي الرسائل أكثر:
“ورغم ذلك فأنا أعرف منك أيضاَ بأنني أحبك إلى حد أستطيع ان أغيب فيه، بالصورة التي تشائين، إذا كنت تعتقدين أن هذا الغياب سيجعلك في سعادة، وبأنه سيغير شيئاً من حقيقة الأشياء”
“سيدمر الكثير مني إن أفقدك، وأنا أعرف أن غبار الأيام سيترسب على الجرح ولكنني أعرف بنفس المقدار أنه سيكون مثل جروح جسدي: تلتهب كلما هبت عليها الريح”
“إنني أقول لك كل شيء لأنني أفتقدك. لأنني أكثر من ذلك (تعبتُ من الوقوف) بدونك”
“أغفر لك لأنك عندي أكثر من أنا وأكثر من أي شيء آخر، لأنني ببساطة (أريدك وأحبك ولا أستطيع تعويضك) لأنني أبكي كطفل حين تقولين ذلك، وأحس بدموعي تمطر في أحشائي، وأعرف أنني أخيراً مطوق بك، بالدفء والشوق وأنني بدونك لا أستحق نفسي”.
“أنت، بعد، لا تريدين أخذي، تخافين مني أو من نفسك أو من الناس أو من المستقبل لست أدري ولا يعنيني. ما يعنيني أنك لا تريدين أخذي”
“إنني أريدك بمقدار ما لا أستطيع أخذك، وأستطيع أن آخذك بمقدار ما ترفضين ذلك، وأنت ترفضين ذلك بمقدار ما تريدين الاحتفاظ بنا معاً. وأنت وأنا نريد أن نظل معاً بمقدار ما يضعنا ذلك في اختصام دموي مع العالم..إنها معادلة رهيبة، ورغم ذلك فأنا أعرف بأنني لست أنا الجبان، ولكنني أعرف بأن شجاعتي هي هزيمتي، فأنت تحبين، فيّ، أنني استطعت إلى الآن أن لا أخسر عالمي، وحين أخسره سأخسرك، ومع ذلك فأنا أعرف أنني إذا خسرتك خسرته”
“العذاب معك له طعم غير طعم العذاب دونك، ولكنه، عذاب جارح، صهوة تستعصي على الترويض”
“أنا لا أستطيع أن أجلس فأرتق جراحي مثلما يرتق الناس قمصانهم”
هذا مقطع معنوَن إلى أخته فائزة..ولكنه في الحقيقة لغادة:
“إنني أعطيك رأسي بعد أكثر من عشرين سنة لتجففيه مرة أخرى رغم أنني أحسه مُبتلاً من الداخل، أعطيك رأسي، أنا الشقي المسكين، فلم يتبق ثمة شيء إلا يديك..وبالضبط لأنهما على بعد ألف ميل”
الرسائل كلها تصلح اقتباساً كبيرًا بين قوسيّ حب.
اعتراف أخضر: قرأتُ الرسائل في نسخة الكترونية..وعدٌ أني سأشتري الكتاب إن رأيته. سأفعل إن شاء الله.
تصبحون على حبٍّ وأكثر
♥
شكرًا لأنك اشركتينا معك في كل هذا الجمال