معاً..تحلو المشاركة
يدخلُ رمضان كل سنة فتنطلق التبريكات والتهاني في كل أنحاء الدُنيا. وتنبعثُ من كل مكان رائحة تميّز ليالي رمضان الساحرة. يحلو رمضان بالمشاركة وباللقاءات العائلية التي يجتمع فيها الكبير والصغير على مائدة المحبة قبل مائدة الطعام. فالقلوب المتحابّة حين تلتقي تشبعها الكلمة الطيبة وتسعدها الابتسامات الصادقة. ولكن ماذا إذا كان اللقاء منقوصاً بفرد؟
الزعل..والجفاء..والقطيعة..وكل المرادفات التي تعبرُ عن هذا الخط المتوازي في العلاقات، نذيرُ شؤم. هناك من يقطعُ رحمه لسبب صغير جداً ثم تزدادُ الهوة وتزدادُ حتى يصل به الاحتقانُ إلى جعلها قطعية دائمة. هذه العلاقات كانت لتستمر لو بادر أحد الطرفين بكلمةٍ طيبة، كلمةٍ واحدة قد توثقُ العلاقة أكثر من أي وقتٍ مضى. أعرفُ عائلة تخاصمت فيها الأم مع ابنتها ونقلت البنت خصامها مع أمها إلى بناتها اللاتي أصبحت أمهات أيضاً وهن لا يعرفن عن جدتهن شيئاً..!
إذا لم يجمعنا رمضانُ على خيرٍ ووفاق..كيف سنقول لمن حولنا أن رمضان شهر الخير؟! إذا لم نتسامح ونغفر وننزل من أبراج الكبرياء في رمضان كيف سنقف بين يديّ الله في آخر الأيام وفي قلوبنا غضبٌ ونفوسنا لم تصفو بعد؟!
ما زال رمضانُ ينادي بالخيرات..وأول الخيرِ أن تدخل أيامه الأخيرة وقلوبنا متخففة من البغضاء..خالية من الأضغان مقبلة على الحب مدبرة عن الكره. هكذا نكونُ أحسنا لأنفسنا قبل احساننا للآخرين.
يا جماعة..الحب الحب..
الحبُ يجعلُ من الحياةِ قابلةً للعيشِ أكثر. الحبُ يطلي الحياةَ بألوان تفتحُ قلوبنا وتسعدُ أعيننا وتشرحُ صدورنا. لا تغلق باباً يأتيكَ منهُ حبٍ وفير ببابٍ يفتح لك ألف عداوة..!
ورمضان كريم ♥