رابط الجزء الأول:
اليوم الثالث:
جارتي العمياء، أم العيون. كما كان يسميها كل الحيّ. كانت في انتظاري وقت الضحى. كانت تأتمنني على أسرارها وأحلامها وكانت تأنسُ إلى تفسيراتي العفوية لما يأتي فيها. كانت تعرفُ كل شيء عن كل شيء. تقول: أنها أيام الصبا كانت لها عيون واسعة تفهم وتحلل وتفكر. كانت تفعلُ كل شيء بعينيها. لذلك معها لا توجد أسرار. أسفها الكبير أنها لم ترى والدي قط، ولم تستطع أن تجزم لي أنني أشبهُ أمي. شديدةُ الذكاء إلا في تزويج بناتها الأربع. تمازحني باستمرار: لو جاز الأمر لزوجتك بناتي الأربعة. كنتُ أحبها وأسعد لحديثها. كانت تشبهُ جدتي. قلتُ لها: بعد أسبوع سيأتي عاملٌ ويهدُّ هذا السور الذي بيننا سيكون بيتي في بيتك. استغربت من حديثي ولكنها لا تحب أن تكون مُستغربة فقالت: كل الخير يا ولدي!