#رسائلهما
هي
رسائلي لك في الفراق، تشبهُ العبث. ولكن لا مفرَ منها. أحتاجُ أن أفرّغ غضبي منك، إليك. أن أصبّ أوجاعي في حلقك. علّها تخنقك كما تفعل بي. تَخنق ولا تقتل. ليست مهيئة لفعل كهذا. أصبّ غضبي عليك لتغتسلَ من خطاياك في حقي. لتتوب وأتوب. ونعود للعدم الذي لا يشبهُ شيئًا نعرفه. أريدُ أن أنسى أني أحبك. وأتمنى لو أني أقدرُ على أكثر من التمني. أريد أن أعود إلى اللحظة التي رأيتُ عينيك فيها ونسيت أن الدُنيا هي الدُنيا. عندها سأنظرُ في الجهة الأخرى. الجهة التي لستَ فيها، ولن أرى شالك البني الذي كان حول عنقك دون اكتراث. أو أتخيّل العطرَ الذي خلفّتهُ وراء أذنك لتستنشقهُ وحدك. لن انتبه إلى توترِ يديك وأنت تفركهما معتقدًا أن الدفء سيأتيهما. الدفءُ يا حبيب اللحظات السابقة يأتي من حنان اليد التي تحتضنُ اليد الباردة. يداك كانتا تبحثان عن دفء سنواتهما في الصقيع. خاويتان ولا تحتملانِ الضباب الكثيف الذي يتنزّل على قلبك في ساعاتِ الشوقِ إلى عناق ما. سأنظرُ في الجهة المقابلة لتتخلى عني الفكرةُ التي تجذبك، والفكرة التي تروق لي. حتى لا نكون سويًا ولا يكون العذابُ نزيلَ الفؤاد الأبدي.
بعد كل المحبةِ التي غزلتها لك في قلبي. من النظرات وتشابك الأيادي إبّان لحظات السكون. اللحظات التي يعتريها الصمتُ ولا يُعّريها. جمال اللحظةِ التي تخطف الأنفاس ولا تتخاطفها الذاكرة. الآن، أتمنّى لو كانت الساعةُ توقفت. لو فَعلتها لدقيقة واحدة. دقيقة واحدة متأخرة. لما تمنيت الآن أن أكون أنا، حبيبتك قَبلاَ..حبيبتكَ في المستقبل الذي لا تعرف..أن أكون..أنا معاناتك الأبدية. وأن يكون فراقي اللحظة التي لا يمكنك أن تُفارقها. أن يكون فراقي نقيض راحتك. ونسيانك جحيم تذكرك. وستذبل، كما سيذبلُ وجهك بعدي، الغمازة التي كانت تحفظك لي، وللأقدار التي لا مفرَ منها. أن أكون عقابك كما كنتُ رحمتك. أن تجدني في الطرق والمسافات التي كنت تقتطعها لأجلي والخُطى التي باعدتك عني. سمٌ..لو تعرف يزحفُ في جسدي. ولا يقتل.
الآن أسألُ نفسي، إن كنتَ تستحقُ كل هذا العناء؟ وكل ما أمُر به؟
هل كلماتي سياط؟ فلتكن. أنا لا أتمنى منها سوا أن تكون غرامًا. جلادك الآن..الحبُ الذي كانَ قِبلتك.
كلماتك اسرار في الحب تتنفسها كل انثى تستحق الحب